تايلاند تستهدف الحفاظ على أكبر قدر من المياه مع استمرار نمط "النينو"
تايلاند تستهدف الحفاظ على أكبر قدر من المياه مع استمرار نمط "النينو"
أكد المتحدث باسم الحكومة التايلاندية أنوتشا بوراباتشيسري، أن تايلاند تراقب مستويات المياه في السدود، لأنها تهدف إلى الحفاظ على أكبر قدر ممكن من إمدادات المياه للاستخدام في عام 2024.
وأضاف المتحدث، أنه من المتوقع أن تتراوح سعة إمدادات المياه بين 60% و70% بحلول نهاية موسم الرياح الموسمية في تايلاند في الأول من نوفمبر المقبل، بحسب وكالة بلومبرج للأنباء.
وقال أنوتشا، إنه تمت الدعوة لعقد اجتماع لجميع الجهات الحكومية ذات الصلة لوضع اللمسات الأخيرة على استراتيجية إدارة المياه في العامين القادمين.
وأضاف أنوتشا، من المتوقع أن يستمر نمط المناخ المعروف باسم "النينو" الحالي حتى عام 2024.
ودعا أنوتشا أيضا الوكالات الدولية إلى متابعة أهداف السياسة المحددة في الاجتماع المشترك الذي عقد في إبريل الماضي.
واجتمع مسؤولون من تايلاند وميانمار ولاوس في إبريل، لمناقشة استراتيجيات مكافحة الضباب العابر للحدود.
والمنطقة معرضة بشكل أكبر لخطر الحرائق البرية بسبب ظروف الجفاف الناجمة عن نمط المناخ الجاف المعروف بـ"النينو".
يشار إلى أن تايلاند واجهت أسوأ موجة جفاف لها منذ عقد في عام 2019.
ووفقا لآخر حديث صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، في مارس الماضي، "قد تحدث ظاهرة نينو، العام الجاري، وستسبب ارتفاعا في درجة الحرارة في الأشهر المقبلة، وذلك بعد 3 سنوات متتالية من ظاهرة النينو والتي أثرت على أنماط درجات الحرارة وهطول الأمطار في أجزاء مختلفة من العالم".
ووفقا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، تحدث ظاهرة النينو على "خلفية تغير المناخ الناجم عن الأنشطة البشرية، والذي يزيد من درجات الحرارة العالمية، ويؤثر على أنماط هطول الأمطار الموسمية، ويجعل طقسنا أكثر تطرفا".
التغيرات المناخية
شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.
تحذير أممي
وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء الفيضانات والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".
ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.
ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.